شرعتُ في كتابة هذه التدوينة قبل كتابة العنوان،
فالموضوع عن ورشة كتابة القصّة القصيرة جدًّا التي حضرتها قبل أسبوع؛ لكني لم أعرف كيف أصوغ العنوان، وتساءلت: هل يمكن أن أربط موضوع كتابة القصّة القصيرة بكتابة المحتوى؟
في الواقع أستطيع أن أربطه بالكتابة عمومًا، فأنا مهتمّة بالكتابة من قبل أن أتعرّف على كتابة المحتوى.
وربّما لو مرّت بي هذه الورشة قبل معرفتي بكتابة المحتوى لالتحقتُ بها.
لكنّي لا أنكر أنّ دخولي مجال كتابة المحتوى شحذ همّتي للكتابة، وشجّعني على تجريب أنواع كتابية أخرى، وصرتُ أرى فيها نوعًا من التحدّي الممتع.
لو سألتُ نفسي: فيم قد يفيدني حضور ورشة كتابة القصّة القصيرة جدًّا؟
أقول مستعينة بالله،
لا شك في أنّ التعرّف على أنواع كتابية مختلفة يوسّع مدارك الكاتب حول الكتابة وإمكانياتها الهائلة، وقد تلفت نظره إلى جانب من الكلمات والتراكيب لم يألفها من قبل.
أمرٌ ثانٍ هو أن القصّة القصيرة قائمة على الاختصار والتكثيف، والاختصار تحديدًا سمة من سمات بعض أنواع المحتوى مثل: المنشورات والتغريدات وربّما الإعلانات، وقد أشار المدرب إلى ذلك الشّبه من حيث الاختصار بين ق. ق. ج، والتغريدات على وجه التحديد. وأشير إلى ذلك الشبه بينهما إلى إمكانية الاستفادة من القصّة القصيرة جدًا في كتابة التغريدات.
الأمر الثالث يتعلق بمهارة مهمة بالنسبة لكاتب المحتوى، يجب أن يكتسبها وهي” التكيّف”، لأنه ينبغي أن يتكيّف مع الأنواع الكتابية المختلفة التي قد يٌكلّف بها، وأيضًّا أن يكيّف لغته وأسلوبه مع الجهات التي سيكتب باسمها ويخاطب جمهورها.
وأنا متأكّدة من أن من مارس كتابة المحتوى يعرف ضرورة ” التكيّف”؛
لذلك أرى في حضور ورشة الكتابة القصيرة جدًا تمرينًا على التكيّف مع الأنواع الكتابية المختلفة.
ماذا تعلّمت عن القصّة القصيرة جدًّا؟
- تعلّمت أنهم يرمزون لها بـ ق. ق. ج
- أعجبني وصفها بأنّها ابنة عصرها أو أظنّه قال: وفيّةٌ لعصرها، وهو وصف ينقله عن أحد روّاد القصّة القصيرة جدًا، ويقصد بوفائها لعصرها بأنّه عصرٌ ذو إيقاع متسارع لا يُشجّع على قراءة المطوّلات ويميل إلى الاختصار، وقد استشهد المدرّب بكتابة التغريدات في تويتر، وكيف أنّها تتطلّب الاختصار.
- شيء لطيف عرفته، هو أن هذا الوصف- أعني به أنها ابنة عصرها- قد أطلق على أٌختها القصّة القصيرة حين ظهرت من قبل.
- تحدّث المدرّب عن أصل القصّة القصيرة جدًا فذكر أنها نشأت في الغرب، ثم ذكر أيضًا قول من يرى أنّ لها جذورًا في الأدب العربي؛ كما في فنّي: التوقيعات والمقامات.
- تحدّث عن خصائص القصّة القصيرة جدًا، فذكر منها: التكثيف، وشعرية اللغة، والمفارقة.
أمثلة على القصّة القصيرة جدًا
ذكر المدرّب عدّة أمثلة للقصّة القصيرة جدًا أثناء الورشة لكنّي لم أتمكّن من الاحتفاظ بها.
لكنه ذكر مثالاً شهيرًا لـ ق. ق. ج يُنسب لآرنست همنغواي، ويقول في الوقت نفسه أنّها غير موجودة في كتبه.
تقول القصة:
للبيع، حذاء لطفل لم يلبس قط.
لعلّك لاحظت التكثيف والمعاني الكثيرة التي حملتها هذه القصّة القصيرة جدًا، وكذلك الأمر بالنسبة للمفارقة التي تظهر ما بين ذكر حذاء الطفل الصغير البرئ ثم المفاجأة التي يتلقّاها القارئ مع آخر جملة في القصة، وهي أن الطّفل ربّما يكون قد مات.
أمثلة من خارج الورشة على ق. ق. ج
ارتدى النظّارات الطبّية في سنٍِ مبكّرة؛ لكونه لا يرى الأشياء بوضوح، وحين كبر تخلّى عنها بعد أن أدرك أنّه بالأساس لا توجد أشياء واضحة. مفرّج المجفل
معلومات عن الورشة
إعلان الورشة من حساب مقهى أرجوحة شرقية الأدبي
بمناسبة #يوم_التاسيس وتزامننا مع دعم الدولة لمساعدة المتضرري الزلزال في سوريا وتركيا #مقهى #أرجوحة_شرقية يقدم ورشة عمل مكثفة في ( فن كتابة القصّة القصيرة جدًا ) مع أ. خلف سرحان القرشي على الراغب في الالتحاق، الدخول على حساب منصة ( ساهم ) https://sahem.ksrelief.org