تمثّل المدوّنات فرصة رائعة للخبراء وأصحاب المعرفة لنشر معرفتهم وتعزيز علامتهم الشخصية، فمن خلال المقالات والتدوينات الطويلة يستطيعون تقديم خبراتهم ورؤاهم وعرض المستجدات في مجالهم، أو حتّى تجاربهم الحالية، وهم بذلك يحصلون على:
- أجر نشرهم علمًا يُنتفع به.
- يحفظون إنتاجهم في مساحة خاصة بهم وملك لهم التي هي مدوّنتهم أو موقعهم، على خلاف مواقع التواصل الاجتماعي التي لا يملكونها وهي عرضة لأي طارئ.
- الظهور في محركات البحث وتيسير الوصول إليهم لكلّ من يبحث عن المعرفة التي يقدّمونها.
- استثمار محتوى المدوّنة مستقبلًا لبناء منتجات رقمية أو ورقية.
تحقّق المدوّنة الشخصيّة المخطّط لها جيّدًا والتي لها هدف واضح فوائد عديدة تتشابه مع فوائد المدوّنات للأعمال التجارية.
معرفة الهدف من المدوّنة يحدّد متطلّبات إنشائها
تناسب خطوات إنشاء المدوّنة التي سأذكرها هنا الخبراء وأصحاب المعرفة الذين يهدفون بصورة أساسية إلى جمع معارفهم وإنتاجهم الفكري وإفادة الناس بنشر العلم ابتداءً، ويمكنهم مستقبلًا أن يستثمروها للربح منها.
وهي لا تناسب الخبراء وأصحاب المعرفة الذين يهدفون ابتداءً إلى الحصول إلى العملاء والربح من خلال تصدّر نتائج البحث، فهذا يتطلب ممارسات تقنية وتسويقية إضافيّة.
أهمية العلاقة بين المدوّنة و مواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز الوجود الرّقمي
العلاقة بينهما وثيقة فإذا كان لديك جمهور متابعين على مواقع التواصل فإن المدوّنة ستعزّز علامتك الشخصية، وإذا كان لديك مدوّنة بالفعل فيجب أن يكون لديك حسابات على مواقع التواصل تروّج فيها لمدونتك وتتواصل مع المهتميّن بالموضوع الذي تقدمه، وتساعدك في اختيار موضوعات التي تكتب عنها من خلال تفاعلك مع المتابعين.
ما خطوات إنشاء مدوّنة لمن يريد نشر العلم ومشاركة معرفته؟
بنيت هذه الخطوات على أساس المعرفة التي تكوّنت لدي مما تعلّمته في مجتمع رديف ومن خلال إنشاء مدوّنتي والكتابة فيها بالإضافة إلى عملي في إدارة مشاريع المدوّنات للشركات، وهذه الخطوات هي:
١. حدّد أهدافك القريبة والبعيدة من المدوّنة
صحيح أنّنا ذكرنا أن هدفنا الرئيس هو حفظ الإنتاج الفكري ونشر المعرفة وأن تكون المدوّنة علمًا ينتفع به، لكن قد يكون لدينا أهدافًا بعيدة محتملة؛ مثل ما ذكرنا سابقًا أن نستثمرها لزيادة الدخل وتوليد العملاء وغير ذلك.
ينبغي أخذ هذه الأهداف في الاعتبار لأنّها قد تؤثّر على تفاصيل معيّنة أثناء العمل على المدوّنة.
٢. اختر اسم الموقع أو المدوّنة
يمكن أن تكون مدوّنتك باسمك، مثل مدوّنة الأستاذ أحمد العساف، فاسمها: أحمد بن عبدالمحسن العساف مقالات وقراءات، أو تختار لها اسمًا ذا علاقة بمجالك، فلو كنت مستشارًا أسريًّا مثلا ممكن أن تكون باسمك أو باسم يدلّ على مجال المدوّنة مثل: البيوت المطمئنّة، وهكذا.
٣. استخدم مدوّنة وورد برس مدفوعة واختر استضافة جيّدة واحصل على اسم نطاق مناسب
- هناك منصّات عديدة لإنشاء المدوّنات لكن وورد برس هي الأشهر، وتشير الإحصائيات أن ٤٥.٨٪ من مواقع الويب على الإنترنت تستخدم WordPress.
- أمّا عن استضافات المواقع فهناك استضافات عديدة يمكن الاختيار منها، وبالنسية لي فإنّي استخدمت استضافة هوستنغر (رابط إحالة) لمدوّنتي، وهي جيدة.
- اسم النطاق هو ما يظهر في شريط العنوان عند الدخول لمدوّنتك، فاسم نطاق مدوّنتي هو: marybaz.com، ويُراعى في اسم النطاق أن يكون:
- قصيرًا وسهل التذكّر.
- ذا علاقة بمجالك أو اسمك.
- يفضّل ألّا تستخدم الوصلات أو الأرقام.
- اختيار الامتداد المناسب ( com.,org.,net, …أو غير ذلك)
- التحقّق من أنّه متاح وغير مستخدم.
٤. استعن بمبرمج لإعداد وتصميم مدوّنتك وأعطه التفاصيل التي تريدها
يفضّل أن تعطيه مثالًا أو نموذجًا لموقع أعجبك، بالإضافة إلى تزويده بالتفاصيل التي تريدها، ومن أمثلة تلك التفاصيل:
- صفحات الموقع: التي تريدها فبالإضافة إلى المدوّنة ممكن أن تضع صفحات تحتاجها، مثل: من أنا؟ وخدماتي، تواصل معي، برامجي، عملائي .. إلى غير ذلك.
- تصنيفات المدوّنة: وأقصد بها الفئات التي ستندرج تحت مجالك الرئيس، فكما ترى في مدوّنتي التصنيفات هي: تعليم الكتابة للمبتدئين، وتعليم الكتابة للمتقدّمين، واللغة العربية لأنّها تخصّصي وترتبط بالكتابة، وعفو الخاطر لأنّني أريد أن أتيح لنفسي فرصة الكتابة الحرّة بالإضافة إلى الكتابة المتخصّصة.
- تفاصيل في مظهر المدونة مثل: الألوان والخطوط والمكونات التي تريدها مثل الاشتراك في النشرة وأزرار مواقع التواصل وغير ذلك، من أجل اختيار القالب الأنسب للموقع، وإمكانية إضافة شعارك أو صورتك، واستخدام ألوان شعارك مثلا.
- إضافة الملحقات plugins: الموثوقة والمناسبة لمدوّنتك، التي ستساعدك على إدارة مدوّنتك بشكل أفضل.
٥. ابدأ بكتابة المقالات الرقميّة ونشرها
ستحتاج في كتابة المقالات التعلّم على محرر وورد برس المسمى محرّر جوتنبرغ، وشريط الأدوات في محرّر وورد برس يشبه بدرجة ما شريط الأدوات في مستندات غوغل، وتعلّمه سهل.
وكتابة المقالات الرقمية تختلف من بعض الجوانب عن الكتابة التقليدية، ومن تلك الجوانب التي تجعل القارئ على الإنترنت مرتاحًا حين يقرأ وأيضًا ترضي محركات البحث:
- استخدام لغة واضحة وسهلة ومباشرة في الكتابة، ومراعاة الجمهور بالابتعاد عن المصطلحات الصعبة أو تبسيطها أثناء العرض.
- اختيار عناوين جذابة.
- استخدام العناوين الفرعية، واستخدام التنسيق المناسب لها.
- كتابة فقرات قصيرة وترك مساحات بيضاء ليرتاح القارئ أثناء التصفّح.
- استخدام القوائم النقطية والرقمية لتسهيل التقاط المعلومات.
- إضافة الصور ذات العلاقة التي تضيف للمقالة قيمة.
- استخدام بعض الممارسات التي تساعد محركات البحث على فهم محتوى الصفحة، مثل:
- استخدام العلامات الوصفية: للعنوان، والعناوين الفرعية، ووصف الصفحة.
- تحديد الكلمة المفتاحية للتدوينة وذكرها في العنوان، وفي ثنايا المقالة بشكل مناسب.
- كتابة النص البديل للصور في التدوينة.
- اختيار التصنيف والوسم المناسب.
- عمل روابط داخلية بين صفحات المدوّنة، وروابط خارجية لمواقع ومصادر موثوقة.
- ربط المدوّنة بجوجل سيرش كونسول Google Search Console، وأرشفة التدوينات ليعرف محرك جوجل بوجودها ويؤرشفها بسرعة.
٦. اهتمّ بالصور
ستحتاج إلى صور ترفقها تحت عنوان تدويناتك كما يظهر في أعلى هذه التدوينة، وهذه الصور إمّا أن تلتقطها بنفسك أو تختار صورًا ليس لها حقوق ملكية ويمكن الحصول عليها من مواقع معينة، أو تعتمد تصميمًا معيّنًا خاصًّا بك تستخدمه مع كل تدوينة مع تغيير العنوان المكتوب في التصميم وفق عنوان المقالة.
٧. روّج لمدوّنتك على مواقع التواصل الاجتماعي
يمكن الترويح لمدوّنتك ومقالاتك من خلال:
- وضع دعوة للقرّاء في نهاية كل تدوينة لمشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي أو لمتابعة المدوّنة أو الاشتراك في النّشرة البريدية إن وُجدت.
- نشر روابط التدوينات في حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، فعلى سبيل المثال للترويج لتدوينة ما على منصة X، يفضّل أن تكتب سردًا في بضع تغريدات مع استخدام عنوان مشوّق وبداية جاذبة للمتصفّحين، وفي نهاية السّرد تضع رابط المقالة وتطلب من المهتمين مشاركته وإعادة نشرها.
كانت تلك أبرز الخطوات التي تشكّل الإطار العام لإنشاء مدوّنة لتكون علمًا يُنتفع به، أعددتُها على عجل ضمن تحدّي ٣٠ يومًا مع الكتابة، وهي تدوينة جديرة بأن أبذل فيها جهدًا أكبر وبحثًا أعمق، كتبتُها بما تكوّن لدي من معرفة حاليّة، وسأعمل على تطويرها وتحديثها إن شاء الله لتكون دليلًا عمليًّا لمن يريد أن ينشئ مدوّنة لنشر خبرته وعلمه.
—————————————————
كانت هذه التدوينة هي التدوينة رقم #١١ من تحدّي ٣٠ يومًا مع الكتابة.
ساعدْني على الاستمرار في التّدوين اليومي بإهدائي سؤالًا حول كتابة المقالات وتحريرها واللغة العربية، لأكتب عنه تدوينة.
ولا تنسَ الاشتراك في نشرتي البريدية في الصفحة الرئيسة من المدوّنة.
أراكم غدًا في التدوينة القادمة بإذن الله.