هذه التدوينة هي تفكير بصوتٍ عالٍ، وهي عبارة عن تساؤلات دارت في ذهني اليوم، هذا التساؤلات عن ما الذي أكتبه في تدوينة اليوم ويكون مفيدًا للقارئ؟
المواضيع المفيدة معروفة مثل أن أكتب معلومات مفيدة أو أقدّم حلولًا لمشكلة أو فكرة جديدة أعرضها عليك أو رأي، أو حتى قصّة فيها عبرة أو فكرة.
لكنّي الآن محتاجة أن أكتب أي شيء وأريد أن يكون فيه فائدة ولو بسيطة. صحيح أن هدفي من التدوين اليومي التجرّؤ على ضغط زر النّشر، لكن لا يعني ذلك ألّا أُتعب تفكيري قليلًا.
أريد أن أكتب أيّ شيء ليس استهانةً بك أيّها القارئ الكريم لكن لأنّي قد استنزفتُ اليوم طاقتي الكتابية، وكتبت تدوينة بالفعل ولكن عندما وصلتُ إلى نهايتها ظهر لي أمر جعلني لا أنشرها.
فكّرت في أن أحتال على الأمر وأستفيد من جهدي وأن أعرض تلك التدوينة بأن أقدّم لها بقولي: كتبتُ تدوينة لكنّي تفاجأت بأن فكرتي لم تكن صحيحة مئة بالمئة، أو اكتشفت أنّني أحتاج بحثها أكثر ولكنّي سأنشرها على أي حال .. إلى آخره.
لكنّي لم يعجبني ذلك، فذهبتُ أبحث عن فكرة تدوينة بسيطة من فئة “أي شيء” وأن تكون فيها فائدة ولو بسيطة.
فخطر لي أن أكتب عن وضعي الذي أنا فيه، لكي أشركك في تفكيري فلربّما تجدُ ذلك مفيدًا، من جهة تعرف أيّها القارئ -إن كنت كاتبًا- أنّك لست وحدك في العقبات التي تظهر عند الكتابة، ومن جهةٍ أخرى سأخبرك بطريقتي الفعّالة التي استخدمها عندما أصادف حائطًا يوقفني عن الكتابة.
اكتشفتُ هذه الطريقة وأقول اكتشفتُها لأنّي لم أعرفها عن طريق القراءة ولم يخبرني بها أحد، وإنّما ظهرت لي من خلال الممارسة، وهي ما أطبّقه الآن في هذه التدوينة.
أستخدم هذه الطريقة عادةً عندما أكتب كتابة حرّة لأحصل بها على التّدفّق الكتابي، وهي أن أكتب باسترسال دون تفكير كثير أو تمحيص فإذا ما جرّتني فكرة وانسقتُ خلفها واسترسلتُ في الكتابة عنها ثم فجأةً علقتُ فلم أعرف ماذا أكتب فإنّي لا أتوقّف للتفكير، بل أبدأ بالكتابة مباشرةً عن اللحظة التي أنا فيها الآن، ويصبح موضوع الكتابة اللحظة التي أنا عالقةٌ فيها.
أكتب عمّا أشعر به من شلل في التفكير، أصفُ تلك اللحظة، أصف وضعي وكيف علقت؟ ولماذا؟ وكيف أحاور نفسي وماذا أقول لها؟ وكيف أفكّر في الحلول، وأذهب مع الكلام إلى حيث يذهبُ بي لكن لا أتوقّف، فإذا صادفتُ جدارًا مرّة أخرى وعلقتُ لا أستسلم وأستخدم الطريقة ذاتها، بأن أكتب عما يحدث في تلك اللحظة. صحيح أنّني أخرج عن الفكرة لكن لا يهمّ المهم أن أستمرّ.
وهذا ما فعلته الآن، فأنا أكتب عن وضعي اليوم وكيف وصلتُ إلى عنوان تدوينة اليوم، وهو كيف أكتب شيئًا مفيدًا. والذي أرجو أن يكون فيه ولو شيء بسيط من الفائدة لك قارئي الكريم.
هل وجدت هذه الطّريقة مفيدة؟ أنصحك أن تجرّبها
سأكون سعيدة إن وجدتها مفيدة، لقد كنتُ أعدّها سرًّا من أسراري، آمل أن تطبّقها وسترى أنّها تفتح كلّ الأبواب وتجتاز من خلالها عقبة تدفّق الكتابة.
طبّقها وأخبرني بالنتيجة
—————————————————
كانت هذه التدوينة رقم #١٥ من تحدّي ٣٠ يومًا مع الكتابة.
ساعدْني على الاستمرار في التّدوين اليومي بإهدائي سؤالًا حول كتابة المقالات وتحريرها واللغة العربية، لأكتب عنه تدوينة.
ولا تنسَ الاشتراك في نشرتي البريدية في الصفحة الرئيسة من المدوّنة.
أراكم غدًا في التّدوينة القادمة بإذن الله.